الشيطان وقع اسيرهاروايات رومانسيه

رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل 45 ( الخاتمة)

الخاتمة الجزء الاول (عودة إليه )

عودي الي فالحياة دونك جحيم لا يُطاق!!
………….
كانت ليان تحاول ان تفك الحصار عنها بإنفعال بينما تنظر الى موسى الذي يبتسم لها بسماجة ويقول :
-فكرة حلوة اني اكتم بوقك يا ليان ..كده هعرف اتكلم معاكي براحتي ….
اندلعت النيران في عينيها وهي تنظر إليه ليجثو فجأة على الأرض …تنهد وامسك كفيها بقوة وقال وعينيه تلمع :
-انا عملت كتير عشان نتجمع سوا ومش هسمحلك.تهدي كل ده يا ليان حتى لو اتجوزتك بالغصب ….عارف اني غلطان بس انا عملت كل ده عشان خاطرك أنتِ…عشان خايف عليكي …عشان الموت عندي اهون من أني اخسرك
كان ما زالت مكمم فمها ولكن من نظراتها الباردة عرف أن كلماته لم تؤثر بها …تنهد بتعب وقال:
-اعمل ايه عشان تسامحيني وعشان ترجعيلي … ليان أنا مستعد أعمل ايه حاجة عشان تسامحيني…اطلبي بس
ثم ابعد اللاصق عن فمها لتقول هي ببرود :
-متعملش حاجة لأن اللي بيننا انتهى يا موسى …خلاص أنساه زي ما أنا نسيته !!!..
هز رأسه برفض وقال:
-لا لا مستحيل انسى ….مستحيل ابعد …أنا هحارب للنهاية…هحارب عشان تسامحيني يا ليان …هحارب عشان تعرفي أنك الوحيدة اللي في قلبي وآني عملت كده بس عشانك …عشان مرعوب عليكي …عشان الحياة من غيرك متسواش …أنا مش هقدر اعيش من غيرك يا ليان …افهميني يا حبيبتي !!
-متقولش الكلمة دي تاني …
قالتها بإختناق …تكره ان تسمع الكلمة تلك منه …فهي لا تريد تصديقه
….رغم ان قلبها يحترق لهذا ولكنها تختنق وهي تتذكر أنه خذلها …حطم قلبها …وتركها ليلة خطبتهما ..دمر حبهما …هي لن تغفر …لن تغفر …
هز موسى رأسه وهو يقول بصوت قوي ينتشلها من افكارها :
-لا أنتِ حبيبتي …أنا محبتش قدك يا ليان ..حبيتك لدرجة اني لما عرفت ان صاموئيل بيراقبني وممكن يعرف بوجودك كنت مستعد اكسر قلبي ولا اني أعرض حياتك للخطر …
نظرت إليه بكره وقالت من بين اسنانها :
-انت كسرت قلبي أنا كمان …فضلت تكسر فيا لحد ما خلاص حبك اختفى من قلبي …
-مستحيل ده هيحصل ..انتِ هتفضلي تحبيني علطول زي ما أنا هفضل أحبك لحد آخر نفس في حياتي ….
هزت رأسها وقالت:
-تبقى مغرور لو افتكرت أني لسه.بحبك ..خلاص يا موسى …انتهى اللي بيننا انتهى للأبد …متحاوليش….ويالا اطلع برا بدل ما اصرخ والم عليك الخدم …بس الحق مش عليك …الحق على اخويا اللي بيدخلك بيته.من غير حساب بعد ما كسرت فرحة أخته!!!
أغمض عينيه بعصبية ورفع كفيه يبتغي خنقها ولكنه سيطر على نفسه في آخر لحظة وصرخ بها حتى انتفضت :
-أنتِ مجنونة يا بنتي ….قوليلي انتِ عبيطة …بتفكري ازاي يا ليان …قولتلك الراجل كان مراقبني …لو كان عرف عنك كان مش هيتردد يقتلك …أنا اترعبت عليكي…أنا كنت بموت وانا بعيد عنك …وكنت بصبر نفسي ان ده الاحسن ليكي …
صرخت به بقوة وقالت:
-كنت قادر تيجي تصارحني وانا هتفهمك وهبعد لحد ما تشوف حل معاه …لكن ازاي لازم تعمل نفسك بطل وتضحي عشان تطلع الراجل الواو اللي مفيش منه …خلاص يا موسى مبقتش تبهرني …حبك خلاص انتهى من قلبي …امشي لو سمحت ….امشي عشان لو حصل وعدي جه وشافك عامل فيا كده هيقتلك …
ابتسم بسخرية وقال:
-احنا الاتنين نعرف ان عدي مستحيل يجي.دلوقتي …الليلة ليلة كتب كتابه يا حبيبتي .عقبالنا كده …
-ده في احلامك إن شاء الله أنا مش هتجوزك…خلاص مش عايزة أتجوزك هي عافيه ….
وضع كفيه.بغتة على حاجزي المقعد لتنفتض هي ..
اقترب منها وعينيه الزرقاء تندلع منه النيران وقال :
-ايوة عافية…هتتجوزيني ولو غصب عنك ..أنا مش هستسلم يا ليان …خلاص مبقاش فيه اللي يبعدني عنك….أنا مبقتش خايف ان حد يأذيكي لاني اكتشفت اني الوحيد بعد ربنا اللي اقدر أحميكي …أنا الوحيد اللي هقدم حياتي فداكي.من غير ما افكر ثانيتين…أنا هسيبك تفكري في كلامي بس لسه موضوعنا مخلصش هتلاقيني في وشك فجأة ..وساعتها مضمنش أعمل ايه عشان اخليكي تتجوزيني بالغصب …
ثم ابتعد عنها وشعر بالرضا وهو يرى الضعف الذي غزا ملامحها بسبب قربه منها ….
ثم استدار ليذهب ولكنه توقف فجأة ونظر إليها وقال بصوت مرتجف بينما عينيه رطبة بفعل الدموع ..
-انا اتذليت لصاموئيل عشان خاطرك …ركعت على رجلي عشان مش يأذيكي …عملت المستحيل عشان تكوني بخير …ده جزاتي يا ليان؟!
لم ترد.عليه بل اشاحت وجهها من الناحية الآخرى …ليفكر هو بيأس كم هي قاسية …ثم كاد ان يذهب الا انها اوقفته وقالت:
-ايه ده استنى شوية مش هتفكني هتسيبني مربوطة كده يا بني ادم انت …أتفضل يالا فكني زي ما ربطتني….
نظر إليها ببرود وقال:
-خلي اللي شغالين عندك يفكوكي …أنا مش هفكك …
ثم تركها وذهب تاركا اياها تغلي من الغضب
-الحيوان!!!!
صرخت ليان بغضب ….أغمضت عينيها واكملت :
-وانا للأسف بحب الحيوان ده !!
ثم شبح ابتسامة احتلت محياها وهي تتذكر الاشياء التي فعلها لكي يحميها و…
ولكن فجأة أخرجت تلك الذكريات من عقلها…هو يجب أن يسعى الى غفرانها …لن تغفر بكل سهولة …هذا لن يحدث !!!
.♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد ثلاث ساعات تقريباً…
كان الجميع في القصر نيام …كانا.ممسكان.كفي بعضهما …السعادة تشع من محياهما…
-انبسطتي النهاردة يا حبيبي ؟!
قالها عدي وهو يجذب كفها ويقبله بلطف بينما عيناه تمر عليها كأنها شئ خيالي حصل عليه …انها تحب نظراته لها. ..تشعر انها اجمل امرأة في العالم عندما ينظر إليها بتلك الطريقة التي توقف انفاسها .. …اعطته ابتسامة رائعة وقالت:
-ايوة انبسطت اوووي…ربنا يخليك ليا..
قبل كفها مرة آخرى وقال:
-ويخليكي ليا .

صعدا للأعلى عند غرفتهما سويا ….وقف عدي امام الباب من الخارج بينما كانت جواهر ممسكة باب الغرفة مستعدة لإغلاقه فقال عدي :
-هو أنا هقعد في العذاب ده سنة كاملة ولا ايه ؟!
ضحكت جواهر وهزت رأسها قائلة:
-مضطر أنت اللي وعدتني بكده !
-معرفش ايه مخك ده مبيفتركش الا الحاجات اللي مش حابب افتكرها دلوقتي ……عموما يا ستي أنا هلتزم بوعدي للآخر …
ابتسمت وقالت :
-جدع…أهو كده.تعجبني …
-بس برضه مفيش مانع من تصبيرة كده يا جوجو …
ثم جذبها إليه ليقبلها الا انها وضعت كفها على شفتيه ثم انحرف وجهها قليلا وقبلته على وجنته ثم ابتعدت وقالت:
-تصبح على خير يا عدي .
ثم أغلقت الباب فقال هو بصوت مرتفع :
-بتهربي مني يا مهلبية ..بس عادي مسيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة …
كانت جواهر تقف على الباب وهي تكتم ضحكاتها بقوة ثم تغمض عينيها وتفكر انها سعيدة الآن …رغم قلبها الذي تضرر ولكن عدي يفعل المستحيل لكي يسعدها …انها تطير …لقد بدأت تعيش ايامها !!!..بدأت تعود الابتسامة لثغرها …وبعد الله عدي وعبير السبب في هذا …فهما لا يتركانها ابدا ….عدي هو من وقف بوجه شريف من أجلها …يمنعه من التواصل معها كي لا يضايقها …وهي حقاً …لا تريد أن تراه مجددا …لا تريد أن تحتك به …يكفي ما فعله بها ..وهي ابدا لن تسامح ولن تغفر تنهدت وهي تقترب من خزانتها وتفتحها على اخرها …اتسعت عينيها بدهشة وهي تطالع الملابس الفاخرة التي بها …كلها من ألوانها المفضلة …استلت منامة حريرية منهما ونظرت إليها بإعجاب….
كانت المنامة زهرية اللون …بدون اكمام والبنطال طويل …أحبت تلك المنامة على الفور وقررت ارتدائها….
….
بعد نصف ساعة …
كانت قد تسطحت على الفراش وهي تضع كفها على قلبها وتفكر في القادم …وكم تتمنى أن يكون افضل لها !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

في اليوم التالي
-صباح الخير يا جوزي …
قالتها جواهر بنبرة سعيدة وهي تلج إلى غرفة المكتب الخاص بعدي لتراه جالسا على الأريكة وأمامه الحاسوب بينما ينصب تركيزه على شئ معين ولم يرد عليها …عبست جواهر واقتربت منه وهي تقول :
-بقولك صباح الخير يا زوجي العزيز …رد علينا متتقلش
نظر إليها عدي وقال:
-اسف يا حبيبتي بس مش عارف ليه الاكونت بتاعي مش راضي يشتغل على اللاب فيه حد بعتلي حاجة عليه وعايزة اشوفه ضروري …
ابتسمت جواهر وقالت:
-طيب هو شغال على الفون ؟!
-أيوة شغال بس انا عايز اشغله على اللاب فاهماني ..
هزت هي رأسها وجلست بجواره ثم أخذت هاتفه وقد اصلحت المشكلة البسيطة وهي تقول براحة :
-اهو يا عم مشكلتك اتحلت…
نظر إليها بدهشة لتضحك وتقول :
-عشان يكون عندك حماية اكتر للاكونت بتاعك متقدرش تفتحه من جهازين الاولما تعمل مصادقة ثنائية ولما بيحاول.حد يفتحه من مكان تاني لو كان معاه مثلا فمش هيقدر …
مط شفتيه بإعجاب لتنهض وتتمشى بدلال ثم تضع كفيها على حاجز الأريكة الجالس عليها :
-على فكرة أنا عفريتة في السوشيال ميديا من أنا وبنت خمستاشر …
قالتها جواهر بفخر ليرفع عدي حاجبيه ويقول :
-لا ؟!
-أيوة والله ..
قالتها وهي تجلس بجواره واكملت :
-بنت جارتنا اول ناس دخلوا نت عندهم وعملت اكونت على الفيس وكانت بتلعب لعبة المزرعة السعيدة وعلمتني العبها وانا من كتر ما كنت مهووسة بيها عملت اكونت عشان العبها وسميته البقرة الجميلة في المزرعة السعيدة …
ضحك وهو ينظر إليها لتضحك هي ايضا وتقول :
-والله زي ما بقولك كده …
-بجد أنا فخور بذكائك يا جواهر …اختارتي اسم لايق جدا على واحدة عندها جينات العبط زيك …بجد برافو ..
-تقصد ايه يعني ؟!أنا بقرة يا عدي ؟!
ضحك عدي وقال:
-أنتِ اللي بتقولي عن نفسك كده يا حبيبتي مش انا خالص …لكن بالنسبالي انتِ ملاكي ….بس أنتِ شايفة نفسك بقرة ..دي حرية شخصية بقا ….
-اووف أنت بارد …
صرخت به وهي تضربه بقوة على كتفه وتشتمه …وضع الحاسوب على جانب ثم أمسك كفيها ودفعها نحو الأريكة لتتسطح عليها ثم انطلقت يديه بسرعة لتدغدغها بينما هي تضحك بقوة وتقول من بين أنفاسها :
-عدي …عدي خلاص ابوس ايديك….عدي خلاص…
صرخت في جملتها الأخيرة وهي تضحك بقوة …
-هوقف بس بشرط ..
قالها بمشاغبة ثم أشار لشفتيه لتبتسم وهي تفهم قصده ..جذبته إليه وهي تقبله بلطف على شفتيه …
ثم أبعدته بعد برهة وقالت:
-يالا ابعد يالا …
-تؤ ..البوسة دي معجبتنيش …أنتِ كروتيني …
ثم بعدها بدأ يدغدغها مجددا وهي تضحك بقوة وتصرخ …
فجأة انتفضا وطرقة على الباب تخترق اذنيهما وصوت ليان الذي يبدو عليه التسلية يقول :
-لا لا يا ولاد ميصحش ..لاحظوا أن معاكم واحدة مدخلتش دنيا حتى وخطر على اخلاقها تسمع الحاجات دي والا هنحرف واجيبلك العار وانت حر …
-بنت ال….
توقف عدي عن السب ونهض ليفتح الباب ..وما كاد أن يفتح الباب حتى ركضت ليان من أمامه بخوف وهو تضحك بقوة …
-ماشي يا ليان أنا هوريكي ..
توعدها عدي لتضحك.هي مجددا ثم تخرج لسانها له وقالت؛
-مش هتقدر …
ثم ذهبت إلى غرفتها ليهز رأسه بيأس ويتساءل متى سوف تعقل …ولكن ليكون صريحا ..هو بعد الحادث الاخير افتقد شقاوتها وها هي قد عادت اليهم ولن يتركوها ابدا !!!
……
-يا بنتي بقالك نص ساعة شغالة تقولي عايزة اقولك حاجة مهمة ..عايزة اقولكم حاجة مهمة ولطعاني هنا جمب جوزك ومخلياني سايبة بيتي وجوزي…ما تنطقي يا عبير ومتعصبنيش …فيه ايه يا حبيبتي ؟!.
فركت عبير كفيها من التوتر وكانت ابتسامة مترددة تزين شفتيها وقالت وقد كان بإمكانها سماع ضجيج قلبها :
-بصراحة كده أنا حامل …
-يا خبر زي العسل …دي اخبار عسل والله …
قالتها تحية وهي تنهض ثم سرعان ما أطلقت الزغاريد واقتربت من عبير وهي تعانقها ثم اخذت تقبلها على وجنتيها بالتتابع وهي تقول :
-مبروك …مبروك …يعني هبقى عمتو خلاص …والله دي اخبار عسل…
ضحكت عبير وهي تضم تحية …كانت حقا تحب تلك المرأة …
ابتعدت تحية ونظرت إلى أمير الذي كان مصدوما قليلا وقال:
-مالك يا واد ما تقوم تبارك لمراتك بدل ما انت عامل زي اللطخ كده !!
-أه اكيد …
قالها أمير وهو ينهض مقتربا من زوجته وقال بإبتسامة حقيقية :
-مبروك يا بيري …
-يا ميلة بختك يا عبير …خيبة الناس السبت والأحد وأنتِ خيبتك موردتش على حد يا عبير ……مراتك بتقول انها حامل وانت بكل برود بتقولها مبروك !!انت ناوي تموتني ناقصة عمر يا واد انت !!
صرخت تحية في أمير الذي ارتبك وقال بتوتر:
-طيب أعمل ايه ؟!أنا والله فرحان …
نظر الى عبير وقال:
-انا فرحان اووي يا عبير والله بحملك …
تدخلت تحية ساخرة وقالت:
-مش باين يا حبيب اختك …مش باين …
-يعني مفروض أعمل ايه يا تحية ؟!
قالها أمير بحيرة لترد تحية :
-يا واد احضنها. .بوس راسها أعمل أي حاجة رومانسية كده بدل ما انت واقف زي اللطخ كده …ايه يا شيخ أمير انت مكسوف مني هغمض عيني عادي …وبعدين يا أخويا متعملش نفسك برئ اووي ..كل فضايحك معايا …
ثم وجهت كلامها لعبير وقالت:
-تعرفي يا بت يا بيري في تالتة إعدادي أمير….
اسرع أمير وكمم فمها وقال مبتسماً ..
-الله حليم ستار يا أختي ..خلاص هبوس راسها ثم اقترب من عبير وهو يجذبها إليه ويقبل رأسها بلطف ويقول:
-مبروك يا كل حياتي
ثم ضمها بلطف إليه لتقترب تحية وتعانقهما سويا وتقول:
-بحبكم اووي يا ولاد والله …
وضع أمير ذراعيه حولها حتى أصبح العناق جماعي وقال :
-واحنا بنحبك يا تحية …
……
مساءا..
لا يصدق أنها تجرأ وفعلها وآتى …هو حتى لم يحل مشاكله مع ليان بعد وها هو أتى ليطلبها من أخاها …كيف تجرأ على هذا …هو شخصيا لا يعرف كيف ….
كان عدي جالس على الأريكة بصالة المنزل بجواره جواهر التي تبتسم له وتقول:
-يعني يا عدي معقول مش عارف موسى جاي هنا ليه ؟!هيكون جاي ليه يعني …جاي عشان يطلب ايد ليان بنتنا وخلاص ابننا عرف غلطه ومش هيكرره تاني …صح يا موسى !؛
سألته جواهر ليهز موسى رأسه بقوة ويقول :
-عمري…عمري ما هزعلها تاني ده وعدي ليك يا عدي …
ابتسم عدي وكاد أن يوافق إلا أنه قرر أن يلعب مع موسى قليلا فمط شفتيه وقال:
-يا خسارة يا موسى …كان نفسي اجوزهالك ..مش هلاقي احسن منك ده اللي أنا متأكد منه …بس ليان دلوقتي في حكم المخطوبة….في حد سبق وكلمني عليها ..وهي وافقت مبدئيا …..
شعر موسى أن قلبه ينشطر لنصفين …شحب كالأموات وهو ينظر.اليه …لا يصدق …ليان ستكون لغيره …ستحب غيره …تلك الفكرة اشعلت النيران داخله …كيف يمكن أن يحدث هذا ..كيف ؛؛؛
-عدي انت بتهزر صح …قول انك بتهزر ؟!
قالها موسى وهو يشعر بغصة في حلقة …
-عدي بس كفاية …
همست جواهر بصوت منخفض وهي تضحك بينما ترى وجه موسى الذي شحب كالأموات …كانت حقا تشفق عليه …فهي تعرف كيف يمكن أن يكون عدي ثقيل الدم …
نظر موسى إلى جواهر وقال:
-جواهر هو بيكدب عليا صح …ليان مستحيل تكون لحد غيري …
نهض بغضب وهو يدفع الطاولة ويصرخ.؛
-ليان مش.هتكون لحد غيري …سامعين!!
ثم استدار ليخرج الان عدي أوقفه وهو يضحك حتى تقطعت أنفاسه وقال لاهثا :
-استنى يا مجنون انت…هتكون ليك اكيد …أنا كنت بهزر معاك ..بس هزار رخم حبتين
نظر موسى إلى عدي بغضب وقال:
-احمد ربنا أن مراتك قاعدة معانا النهاردة ….
اكمل عدي ضحكاته وهو يدعوه ليجلس مجددا …جلس موسى براحة وابتسم وهو ينظر إلى عدي لكي يتفق معه وقال:
-الجواز الاسبوع اللي جاي …أنا جاهر وشقتي جاهزة ….وكمان فلوسي جاهزة وعربيتي و…
-بس بس على مهلك…انت ليه محسسني أننا بنخلص في جاموسة …دي اختي !! …لا يا عم …أنا متعجبنيش الكروتة دي …اختي لازم تتجوز على راحتها. ..
-على راحتها ازاي يعني يا عدي ؟!
-يعني الفرح.بإذن الله بعد سنتين …
-نعم يا اخويا …ايه هو انا هعنس جمبك انت واختك ؟!
صرخ به موسى وهو ينهض. لتمسك جواهر كف عدي وتقول:
-حبيبي خف عليه شوية …
اكمل موسى حديثه وقال:
-جرا ايه يا عدي انت بتطفشني ولا ايه ؟!…لا مينفعنيش الكلام ده …ايه سنتين دي ؟!
-خلاص اقعد هرضيك …
قالها عدي وهو يخفي ضحكته ليجلس موسى فيقترح عدي :
-خلاص تتجوزوا بعد سنة …
كاد موسى ان يعترض ولكن عدي رد وقال:
-ومش هغير رأيي ده ابدا ..اصلي أنا كمان هتجوز بعد سنة وميصحش انت تتجوز قبلي ….
-يا بني انت اتجوزت امبارح …وعملت حفلة …عايز تتجوز ازاي تاني …
-اقصد اعمل فرح كبير يا موسى مش كتب كتاب وبس …فهنعمله سوا …
-صبرني يا رب ..طيب نكتب الكتاب على الأقل زيكم …
قالها موسى وهو يتأمل ان يوافق عدي ولكن عدي رفض بإصرار وقال:
-لا …
-أنت رخم يا عدي …
ضحك عدي وقال:
-عارف الكلام ده…
دخلت ليان الى صالة القصر لتتجمد وهي تجد موسى جالس مع اخاها…
-بيعمل ايه ده هنا ؟!
قالتها ليان بغضب ….
ابتسم عدي وقال:
-جاي طالب القرب مني !
ابتسمت ليان بإستفزاز وقالت:
-ايه هتتجوزوا مبروك ليكم …
ضحك عدي وقال:
-لا يا روحي انتوا اللي هتتجوزوا …موسى طلب ايديكي وانا وافقت …
ألقت ليان حقيبتها أرضا بغضب وقالت:
-وأنت توافق على اساس ايه يا عدي …مش لازم تاخد رايي الاول ولا انا مش مهم.رايي!!!
-عندها حق بصراحة …
قالها عدي لجواهر التي هزت رأسها وهي تبتسم ليكمل عدي حديثه قائلا لليان:
-ليان موافقة تتجوزي موسى ؟!
-لا…
قالتها بسرعة ثم أكملت وهي تنظر إليه بطريقة زادت من وتيرة دقات قلبه :
-لو اتقلب قرد مش هتجوزه…
نظر عدي له وصافحه قائلا:
-مبروك يا موسى ليان موافقة …
-ايه اللي انت بتقوله ده يا عدي …قولتلك مش هتجوزه ..مش هتجوزه …ووروني هتجبروني ازاي ؟!!!
ثم ذهبت من أمامهم متجهة إلى غرفتها ….
نهضت جواهر وقالت بلطف :
-انا هكلمها …
نظر موسى إليها بإمتنان وقال:
-ياريت يا جواهر …
………….
في غرفة ليان …
كانت جالسة على فراشها وهي تربع ذراعيها بغضب شديد …لا تصدق أن عدي يفعل معها هذا ….وهذا الحقير موسى لديه الجراءة ليطلب يدها بعد كل ما فعله …بعد ما حطم قلبها …هي لن تسامحه ابدا !!!
-ممكن أدخل ؟!
كان هذا صوت جواهر الرقيق …كانت مبتسمة لها بلطف …تنهدت ليان وقالت:
-اتفضلي يا جواهر …
اقتربت جواهر وجلست على الفراش بجوارها وقالت:
-الحياة صعبة أووي يا ليان ولو كان فيه فرصة عشان نبقى فرحانين يبقى نستغل الفرصة دي …لو السعادة بتمد ايديها لينا منبعدهاش ..وسعادتك مع موسى كلنا عارفين كده …
-بس يا جواهر ده …
اعترضت ليان ولكن جواهر قاطعتها وقالت:
-عمل كده عشانك…صحيح اللي عمله غلط كبير …بس موسى مفكرش الا فيكي …اترعب عليكي وكان عنده استعداد يموت عشانك …عدي قالي على اللي عمله …ليان عمر ما موسى يتذل لصاموئيل الا إذا كان بيحبك فعلا …متركبيش.دماغك واستغلي الفرصة ..مش هتلاقي حد يحبك قده…
تنهدت ليان ولكنها قالت:
-موافقة بس هعذبه الاول …
ابتسمت جواهر وقالت:
-يا ستي لسه على فرحك انتِ وإياه سنة …ذليه براحتك …
ضحكا سويا وتعانقا بسعادة .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-نامت ؟!
قالها ياسين لورد بقلق لتبتسم له ورد وتطمئنه قائلة :
-أيوة الحمدلله …
-تعالي يا ورد …
قالها ياسين وهو يفتح ذراعيه لتقترب ورد من الفراش وتندفع إلى ذراعيه وتضع رأسها على صدره وهي تتنهد وتقول :
-لسه برضه الست عفاف متحسنتش …
-للأسف لا …
قالها ياسين بتعب ..ثم قبل رأس ورد وقال:
-النهاردة كان يوم صعب اووي …اني أواجه ياسمين بموت والدتها كان صعب بالنسبالي ….متوقعتش ابدا أنها تزعل عليها بالشكل ده …
-يا حبيبي دي مامتها…مهما عملت هتزعل عليها ومش هي بس …كلنا زعلنا عليها الله يرحمها يارب …
شدد ياسين من احتضانها وقال:
-شكرا يا ورد…شكرا انك معايا دايما ….وانتِ موجودة بحس اني اقوى بكتير عشان اواجه اللي بيحصل …
-وهفضل معاك دايما يا حبيبي …دايما ..
-حتى تحترق النجوم يعني …
ضحكت برقة وقالت:
-حتي تحترق النجوم يا سيدي ..
ابتسم بحب واقترب منها وهو يقبلها بلطف سرعان ما تحول إلى شغف وهو يهمس بحبه لها من بين طوفان قبلاته …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
– اول عيد ميلاد ليا واحنا سوا
قالتها نسرين بالمئة وهي تمسك كف فؤاد الذي شد كفها وقبله وقال:
-عقبال عيد ميلادك المية وأنتِ معايا وتحبيني بنفس الشغف ده …
-وأنت هتحبني بنفس الشغف ؟!
قبلها بلطف على فمها وقال:
-دايما …حبي ليك مش هيقل ..المهم يالا أطفي الشمع عشان اوريكي هديتك …
هزت نسرين رأسها ثم نفخت واطفأت الشمع …
نهض فؤاد وقد كان معه عصابة حريرية وقال:
-يالا عشان هوريكي المفاجأة بتاعتي …
ثم وضع العصابة على عينيها وأمسكها ليخرجا من منزلهما سويا …
…..
-انا معرفش جاررني زي الجاموسة كده ومغمض عينيا وموديني على فين يا فؤاد….انت ناوي تخطفني ولا ايه ؟!
قالتها نسرين وهي تضحك وتتمسك بقميصه كي لا تقع ..
هز فؤاد رأسه وقال :
-أيوة هخطفك …اصل أنا تاجر أعضاء …امشي يا بت من سكات وبطلي غلبة …
فجأة أوقفها وهمس بأذنها :
-واهي مفاجأتي ليكِ …
ثم نزع العصابة عن عينيها لتتسع عينيها بشدة وهي ترى الهدية التي طالما إرادتها …نظرت إليه فابتسم وقال:
-كل طلباتك أوامر يا حبيبي،
نظرت نسرين بذهول إلى الدراجة البخارية الصغيرة وقالت بسعادة والدموع تتجمع في عينيها :
-ايه ده جيبتلي الاسكوتر اللي كان نفسي فيه ؟!
-وباللون الازرق كمان …لونك المفضل …ولون عيونك ..
-حبيبي شكرا بجد …
قالتها وهي ترفع نفسها وتقبله على وجنته وتقول :
-يالا نطلع بيه مشوار ..
هز رأسه ضاحكا وقال:
-يالا
ثم استقلت الدراجة البخارية وأتى هو خلفها وانطلقت به بسهولة وهي تشعر أنها سعيدة كما لم تكن من قبل !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد شهر
في منزل رانيا ….
أطلقت رابحة الزغاريد وهي تلج لغرفة رانيا بينما تدفع الكرسي المتحرك …كانت سعيدة بشكل لا يُصدق…فها هي ابنتها أصبحت عروس جميلة ..كتب كتابها سوف يتم بعد قليل …ستتزوج من رجل كثير من الفتيات تحلم به …وسيم ومتعلم ومرتاح ماديا أيضا….لقد استجاب الله لدعائها …وها هي ستشهد زواج ابنتها وهي على قيد الحياة ….
جثت رانيا على ركبتيها وهي تمسك كف والدتها وتقبله برقة ….مسحت والدتها على شعرها بالكف الآخرى وقالت والدموع تطفر من عينيها :
-ربنا يتمملك بخير يا حبيبتي …ربنا يتمملك بخير
-أما بتعيطي ليه دلوقتي …مش ده اللي نفسك فيه اني اتجوز ؟!
-دي دموع الفرح يا بنتي ..مش مصدقة نفسي ..اخيرا هترتاحي يا رانيا اخيرا….
ابتسمت رانيا وقالت:
-أيوة يا أما اخيرا هرتاح…رغم اني كنت عايزة اتجوز لما ابدأ في خطوة التعليم دي …لكن أنتِ ويحيى فضلتوا فوق راسي لحد ما استسلمت خلاص …
ابتسمت والدتها وقالت :
-يا حبيبتي اتعلمي في بيت جوزك براحتك …خلينا اطمن عليكي قبل ما اموت …
-بعيد الشر عنك يا ست الكل …ربنا يديكي العمر الطويل يارب …..
-يالا يا بنتي شكلهم وصلوا …رغم اني متضايقة منك عشان طلبتي من عمك يكون وكيلك…
-معلش يا ماما المسامح كريم المهم دلوقتي أن ربنا جبر بخاطرنا…وبعدين هو بعد كله ملهوش علاقة بينا أنا شرطت عليه كده وهو وافق …كان لازم اعمل كده يا ماما ..عشان أهل جوزي يشوفوا أن ليا أهل ومينفعش هما يعرفوا بالمشاكل اللي في العيلة عندنا والحمدلله يا ستي ربنا كرمنا
-الحمدلله يا بنتي …يالا بقا عشان نفرح بيكي يا عروسة …
-يالا يا ماما …
خرجت رانيا مع والدتها….
……
انحبست انفاس يحيى وهو ينظر لرانيا التي خرجت إليه …كانت اجمل ما رآه عيناه…الفستان الازرق الذي اشتراه لها زادها جمالا على جمالها بشكل لن يستطيع قلبه الضعيف تحمله ….مساحيق التجميل البسيطة على وجهها أبرزت جمالها النادر…في تلك اللحظة لم يرغب الا في الاقتراب منها وضمها إلى صدره …ولكن الصبر …هو سوف يصبر حتى يعقد القرآن …ثم ستكون ملكه …ملكه هو فقط !!!
-المأذون جه يا جماعة. ..يالا عشان كتب الكتاب .
قالها عم رانيا وهو يجلس على الأريكة …
……
بعد ربع ساعة …
تم كتب الكتاب …أصبحت رانيا رسميا زوجته …ملكه !!!
…..
في غرفتها الخاصة انفرد بها وبعد أن أُغلق الباب عليهما كان يقترب منها
أنت …انت بتقرب ليه ؟!
قالتها رانيا بتوتر وهي تتراجع للخلف بينما ترى بعيني يحيى نظرات غريبة …مخيفة …وفي نفس الوقت نظرات عززت من ثقتها في أنوثتها …
-اتكتب كتابنا خلاص ..
قالها يحيى وعينيه الزرقاء تبرق بينما يقترب أكثر منها …ازدردت ريقها وقالت:
-ايوة عارفة بس برضه ليه بتقرب مني …أنا بدأت اخاف منك …فيه ايه يا دكتور …
-ما بلاش الرسميات دي ده أنا زي جوزك …قوليلي بحبك احسن …
احمر وجهها بخجل وشعرت بالحرارة تدب بها …لا تعرف ماذا بها …لقد قالتها مرة له ولكن لا تعرف لماذا هي عاجزة عن قولها الآن ..تشعر انها غير قادرة نهائيا على التعبير عن الحب الكبير الذي يعتمل قلبها نحوه …
في لحظة شرودها اقترب منه هو وعانقها قائلا:
-خلاص مش مشكلة تقوليلي بحبك ..فيه طرق تاني ممكن تعبري عن حبك بيها ..
ثم غمز لها بخبث بينما تنظر هي إليه برعب ….
-يحيى ..ابعد ..
قالتها بإرتباك ليبتسم هو وعينيه تلمع بشدة ثم ينحني ويضع قبلة خفيفة على وجنتها …أغمضت عينيها والضعف يغزوها ..ليقبل هو وجنتها الآخرى بلطف جعل الدموع تحتشد بعينيها …
ثم انحنى اخيرا وقبلها على فمها وهو يجذبها إليه…فجأة تجمد وهو يتذوق دموعها …ابتعد عنها ونظر إليها بحيرة وقال:
-فيه ايه يا رانيا ؟!
كانت الدموع تلطخ وجهها وهي تنظر إليه ….كرر سؤاله وهو يمسح دموعها….كان يشعر بالفزع بسبب بكاؤها المفاجئ …
-انا بس مش مصدقة اللي بيحصل …مش مصدقة أن اللي اتمنيته من ربنا اخدته …حاسة اني فرحانة لدرجة اني عايزة ابكي…امي بتقول اني احيانا من كتر السعادة وانك مش مصدق انك فرحان للدرجة دي بتبكي …
ابتسم يحيى لها ومسح دموعها وقال:
-بس أنا مش عايز اشوف دموعك دي تاني …عايز اشوفك فرحانة دايما ..بتضحكي دايما ..اتفقنا
-اتفقنا ..
قالتها وهي تبتسم له وعينيها البنية تتألقان بسعادة لا حدود لها ..
-بحبك ..
-وأنا كمان بحبك ..
قالتها بصدق ثم عانقها وقد شعر اخيرا أنه ينتمي لشخص ما وشخص ما ينتمي إليه…هو ينتمي إليها وهي تنتمي إليه … حبهما صادق ونقي…
يتبع

الخاتمة(خلصت حكايتنا)
على باب السيما
تذكرتي قديمة
ومعايا حكاية
نفسى اغيرها
وانا مين يديني
فرصة تخليني
ادخل لو مرة
واعيشها بتفاصيلها

ايدي في ايديها
وعينيا عليها
سامع ضحكتها
واحنا بنتفرج
خلصت حكايتنا والدنيا خدتنا
لا انا عارف ابعد
ولا قادر اقرب
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد مرور سنة …..
-فؤاد …فؤاد …قوم بولد !!
صرخت بها نسرين وهي تضع كفها على بطنها المنتفخ….كانت تشعر بالألم الشديد …تشعر أنها روحها تنساب من جسدها …نظرت بغيظ وبألم إلى فؤاد الذي ما زال نائماً …ثم رفعت كفها وضربته على صدره بقوة وهي تصرخ بصوت مرتفع .. :
-قولتلك قوم …قوم بولد يا بني آدم أنت …قوم !!!!
نهض فؤاد بفزع وهو ينظر إليها دون فهم وقال ببلاهة :
-أنتِ مين ؟!
نظرت إلى الاعلى بعجز …فالوقت غير مناسب الآن له …لدى فؤاد مشكلة جدية أنه عندما يستيقظ احيانا لا يتذكر الذي أمامه …يكون النعاس ما زال مسيطرا عليه !….
نظرت إليه نسرين وصرخت بوجهه :
-أنا مراتك …مراتك وحامل وهولد وبموت من الألم وانت بتهزر يا استاذ …
اخيرا عاد لوعيه ونهض بفزع وهو يقول :
-نسرين أنتِ بتولدي بجد …بجد بتولدي….
كانت نسرين تبكي وهي تضع كفها على بطنها وتصرخ به:
-أيوة أنا بولد …بولد وهموت ناقصة عمر بسببك ….وديني المستشفي بسرعة ….بسرعة يالا ؛؛!!
هز فؤاد رأسه بتوتر ثم ذهب وأحضر الحقيبة الصغيرة التي قام بتجهيزها لها ثم أحضر ملابسها وساعدها لكي ترتديها بينما هي تصرخ بوجهه….كان كفيه يرتعشان بينما يراها تتألم بتلك الطريقة ..
-حبيبتي اهدي شوية خليني اقدر اجهزك عشان نمشي …
-أنا هموت يا فؤاد …اتصل بطنط نهى يالا. ..
انتهي من مساعدتها وساعدها لكي تنهض وقال:
-هتصل بيها واحنا في الطريق…يالا يا حبيبتي
……..
في المشفى ….
كانت نهى تركض بخوف في الرواق وقلبها يخفق بجنون يتبعها كريم الذي كان يرتدي قميصه البني على سروال منامته القطنية …نظرت إليه نهى بضيق وقالت ؛
-مش كنت غيرت البنطلون بالمر ..ايه المنظر ده يا كريم ..
-يا حبيبتي البنت بتولد وأنتِ بتتكلمي في البنطلون …ما يولع مش مشكلة …..
-اهو فؤاد اهو …
صرخت نهى وهي تركض نحو فؤاد وتقول :
-طمني يا واد اخبار نسرين ايه ؟!
-دخلت يا أمي من ثانيتين كده …و …
قاطع كلام فؤاد خروج الممرضة التي قالت:
-المريضة عايزة جوزها ..فينه …
-انا اهو …
قالها فؤاد بخوف لترد الممرضة :
-يالا عشان نجهزك وتدخل عندها ….
……
بعد قليل …
ولج فؤاد وهو يرتدي الثياب الخاصة بغرفة العمليات ووجد نسرين تصرخ بقوة …أمسك كفها وقال:
-حبيبتي أنا معاكي اهو…
نظرت إليه شزرا وقالت:
-أنت السبب ..عمري ما هسامحك …
ارتبك فؤاد وقال:
-انا عملت ايه بس؟!
-أنت مش وعدتني اني عمري ما هتألم تاني ولا هزعل …وعدتني ولا لا ..
-حصل بس محلفتش …
-أنت جاي تهزر هنا…
صرخت بوجهه وهي تشعر بألم شديد بينما الدموع تطفر من عينيها ليشدد هو على كفها. يقول :
-حبيبتي بصيلي…
نظرت إليه ليمسح دموعها برقة وقال:
-الالم هيمر وهيخرج ابننا …كنتِ عايزة تسميه مالك صح …
هزت رأسها وقالت:
-وأنت عايز تسميه جلال ..
هز رأسه وقال:
-انا غيرت رأيي هنسميه مالك …مالك فؤاد …ايه رأيك ؟!
ابتسمت وتألقت عينيها بسعادة وهي تهز رأسها وتقول :
-أيوة هنسميه مالك …مالك …
……
بعد مدة ليست بقليل كانت قد أنجبت الطفل بسلامة …وكان طفل صحيح جسديا …جميل يمتلك عيني والدته……
كان فؤاد يحمله بسعادة وقد أذن بأذنه ثم قبله على وجنته الصغيرة وقال:
-زي القمر …زي القمر يا حبيبي …طالع شبه ماما ….
-عايزة اشوفه يا فؤاد ..
قالتها نسرين بتعب ليقترب فؤاد منها ويعطيها الطفل …طفرت دموع السعادة من عينيها وهي تنحني وتقبله
ثم بدأت بإرضاعه …بعد أن انتهت ولجت نهى وكريم ليباركا لها …
أخذ فؤاد الطفل لتعانقها نهى بحب وهي تقول :
-مبروك يا روح قلبي …
كانت نسرين تتقبل عناقها بكل حب …ولكن عندما عانقها والدها تجمدت بين ذراعيه …رغم مرور عام كامل حاول هو فيها أن يصلح الوضع معها …إلا أن نسرين عجزت تماما عن الصفح …كلما اقترب هو منها كانت تبتعد …ولكنه لم يستسلم وهو يحاول أن يعوضها عن كل ما فعله …قبل رأسها وقال:
-مبروك يا حبيبتي يتربى في عزك أنتِ وأبوه…
ثم ابتعد واتجه إلى فؤاد وحمل الطفل وهو يقول لزوجته :
-على فكرة مناخيره زي مناخيري بالضبط …
ضحكت نهى وقالت:
-بعيد الشر الولد مناخيره صغيره وانت مناخيرك شبه البطاطس ..
-ما تبطلي تنمر بقا …
قالها بضيق لتضحك هي برقة…ضحك هو أيضا وهو ينظر إليها بإمتنان في احلك فترات حياته وعندما كان يتعالج نفسيا طيلة تلك الشهور لم تتخلى هي عنه وأعطته فرصة آخرى. ..وتبقى الآن ابنته لتغفر له وهو واثق أنها سوف تغفر بالتأكيد…

اقترب فؤاد من نسرين وجلس بجوارها على الفراش وهو يعانقها بحب وقال:
-اتصلت بليان دلوقتي وزمانها جاية هي وموسى ….
ابتسمت له وقبلت وجنته وقالت:
-انا بحبك ..
-وأنا كمان يا سر سعادتي….
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد شهر …..
-مر سنة …سنة وانا بحاول اصلح الوضع معاكم …اعتذرتلكم مليون مرة اعمل ايه اكتر.من كده ؟!
قالها شريف بيأس وهو ينظر إلى ابنتيه …اليوم زفاف ابنته الكبرى وبعد كلام كثير وتوسلات كثيرة لعدي وافق أن يأتي ويرى ابنته ولكن القسوة في عينيها لم تقل ابدا …ما زال الجفاء بينهما …
نظر إلى عبير وقال:
-بيري قولي حاجة ؟!
-اقول ايه يا شريف بيه …اللي عملته مستحيل يتنسي …اسفة عمري ما هنسى انك بعتني وبعت اختي…ازاي عايزنا نسامحك
-انا ابوكم وانا محتاجكم وانتوا محتاجيني!!!
احنا مش محتاجينك في حياتنا يا شريف بيه !!ولا معترفين بالحاجة اللي بتربطنا …الحمدلله أنا وعبير اختارنا طريقنا بعيد عنك …بنشتغل ومتجوزين وزي الفل …ابعد انت بقا عننا عشان تبقى زي الفل علطول !!
كانت تقولها جواهر بقسوة بينما الجفاء في نظراتها قتله …كان يشعر وكأن أحدهما سحق قلبه …احتشدت الدموع في عينيه وانسابت دون اي مقاومة منه وقال:
-ادوني فرصة بس اكون معاكم…ادوني فرصة اصلح غلطي و….
تدخلت عبير وقالت:
-ونديك فرصة ليه يا شريف بيه …أيه الحاجة اللي عملتها كويسة عشان نديك فرصة ….أنا في يوم عشان تنقذ نفسك اختارت تبيعني …ازاي عايز فرصة وانت مقدمتش ابسط حقوقنا عليك كأب …انت بدل ما تحمينا رمتنا في النار…فلا يا شريف بيه ..أنت ملكش أي فرص عندنا !!!…لو سمحت امشي من هنا النهاردة فرح اختي وانت مش مرحب بيك هنا !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-ممكن أدخل يا جوزي …
قالتها رانيا وهي تلج إلى مكتب يحيى بالمشفى ..فهي أصبحت الآن تدرس بمدرسة التمريض وقد قرر يحيى أن يساعدها لذلك جعلها تتدرب في مشفاه وقد وفر لها كل شئ …
-اتفضلي يا مراتي ….
اقتربت منه بسعادة وقالت :
-ماريانا عزمانا النهاردة على العشا…وانا بصراحة وافقت ..
-مفيش مشكلة يا حبيبي نروح العشا…
قالها وهو ينهض ويقترب منها ثم جذبها إليه حتى الصقها به وهو يضع شفتيه على وجنتها…
حاولت رانيا دفعه وهي تقول :
-يحيى .. عيب كده مش هتبطل قلة ادبك دي …بعدين ابعد مش فاضيالك حماتي عايزاني اروح معاها النهاردة ونختار فساتين عشان ذكرى جوازها هي وباباك…
ابتسم يحيى بذهول وهو ما زال يقبلها وقال:
-شايف انك وماما بقيتوا أصحاب …برافو عليكم…ريحتوا قلبي …
ابتعدت رانيا قليلا وقالت:
-ده كله بفضلك …انت اتمسكت بيا وهي لما شافت حبك ليا استسلمت…يحيى انت احسن حاجة حصلت لي في حياتي كلها …ادتني السعادة …حققتلي كل اللي بتمناه..خلتني اكمل دراستي وسكنتني جمب ماما عشان اراعيها…أنا معرفش عملت ايه في حياتي حلو عشان استحقك …
-انا بسأل نفسي نفس السؤال برضه …
قبل رأسها وقال:
-أنا بحبك ..
-وأنا كمان ..
قالتها بلطف ..ليقترب هو منها ليقبلها وهي لم تمانع ابدا !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المساء …
-ممكن نتكلم يا ماريانا ؟!
قالها جورج وهو يقترب منها بينما كانت هي بالمطبخ تضع لمساتها الأخيرة على الطعام قبل وضعه على الطاولة ولكنها ابتعدت عنه بجمود وقالت:
-مفيش حاجة نتكلم عنها يا جورج بعد ما شوفتها معاك في العيادة …خليني ساكتة احسن …
-ماريانا محصلش حاجة وأنتِ شوفتي بعينك.و …
قاطعته بإنفعال وقد ترطبت عينيها بفعل الدموع
-لا حصل وحصل كتير …اقولك ايه حصل ؟!حصل اني شوفت في عينيك ليها حب أنا كان نفسي اشوفه ليا …فيه أنها لما كانت قدامك أنا كنت عاملة زي الهوا …بتبص عليها زي ما تكون حلمك …انت فاكر أن الخيانة جسدية وبس …انت خونتني يا جورج بروحك وبقلبك …خونتني …
فشل في الرد عليها …كانت كل ما تقوله صحيح …طفرت الدموع من عينيها :
-مش قادرة انسى الطريقة اللي كنت بتبصلها بيها …والله حسيت انك ضربت سكينة في قلبي وانت بتبصلها كده …أنا اكتر حاجة ندمانة عليها اني اتجوزتك يا جورج…لو رجع بيا الزمن لورا مكنتش قبلت بيك …
ثم مسحت دموعها وحملت الأطباق وغادرت تاركة إياه يشعر بألم يعتصر قلبه !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-بس يا ابني كفاية فرك ..
قالتها ورد وهي تحاول تهدئه ابنها الذي يتحرك كثيرا ويبكي ….لقد اضطرت أن تأتي وتحضر فرح عمار صديق زوجها …
-ماما ورد هاتي اشيل مراد ..
قالتها ياسمين بإبتسامة …ابتسمت ورد لها وقالت:
-خدي شيليه ..أنا عارفة أنه مش هيهدي الا معاكي انتِ …
وبالفعل أعطت ورد لياسمين مراد وما أن أتى بين ذراعيها حتى هدأ قليلا ….
ابتسمت ورد بسعادة وقالت:
-حبايبي ربنا يخليكم لبعض …
قبلت ياسمين وجنة شقيقها وهي تلاعبه بسعادة بينما هو يبتسم لها وعينيه الخضراء كعيني والده تبرق بسعادة
…..
عند عمار …
اقترب منه ياسين وقال :
-مبروك يا هندسة فرحتلك والله …
ثم عانقه بحب …
زفر عمار بضيق وهو ينظر إلى مريم التي تشيح بوجهها عنه وقال:
-متفرحش اووي انت مش شايف بوزها ازاي مترين …
-عمار حبيبي هتنسى متقلقش وهتسامح …
تنهد عمار وقال:.
-اتمنى. ..
ثم ابتعد ياسين ليجلس عمار ويقول :
-ما تفردي بوزك شوية يا عروسة هيقولوا متجوزك غصب عنك ..
-ما هو ده اللي حصل ..ولا انت عندك راي تاني …
هز عمار رأسه بيأس وهو يقر أن الطريق الى غفرانها شائك ..
………
عند ورد …
كانت تبتسم وهي تنظر إلى ابنها الذي يغفو بين ذراعيه شقيقته .. أنها تتمنى أن يكونا بهذا الترابط دائما …
أخرجها من شرودها صوت خشن يقول :
-مساء الورد …
نظرت هي لتجد شاب في أواخر العشرينات تقريبا بعيني عسلية ينظر إليها . .
-نعم ؟!
قالتها بحيرة ليقول هو :
-انا براقبك من بعيد من اول الفرح …أنا ابن عم العريس تسمحيلي اقولك انك جميلة أوووي و…
فجأة انتفض وهو يشعر بيد قوية تحط على كتفه وصوت ياسين الغاضب يقول :
-تسمحلي اكسرلك.صف اسنانك ..صدقني هيليق جدا انك تكون انسان من غير اسنان وعقل …
نظر امجد إلى ياسين وقال بإرتباك :
-اوعى تفهمني غلط أنا مش بعاكس …انت اخوها صح …شبهها اووي أنا بس غرضي شريف وممكن اتقدملها يا استاذ ….حضرتك اسمك ايه ؟! …
وضعت ورد كفها على فاها برعب بينما ابتسم ياسين بخطورة وقال:
-اخوها وتتقدملها واستاذ في جملة واحدة …ده انت بايع حياتك بقا …
-انا قولت حاجة غلط …
قالها امجد بتوتر فردت ورد بسرعة :
-امشي …امشي بسرعة …
نظر امجد بحيرة إليهما ليمسك ياسين ذراعه وقال:
-تعالى بس بعيد عن الفرح مش عايز ابوظه أنا هفهمك ايه الغلط …
-ياسين .
هتفت ورد إلا أن ياسين قال:
-أسكتي أنتِ….
ثم سحب امجد خلفه خارج الحفل …
وما أن خرجا حتى لكمه ياسين بقوة فقال امجد:
-ايه يا أستاذ انت مالك …
-أستاذ تاني ..أنا باشمهندس…باشمهندس ياسين ..دي غلطتك الاولى …التانية انك جاي تتقدم لمراتي …لمراتي أنا …مرات الباشمندس ياسين !!!
ثم لكمه مرة آخرى …وامسكه من قميصه ليقول أمجد:
-والله يا استاذ…
-أستاذ تاني …
صرخ به ياسين ليصحح امجد ويقول:
-اقصد والله يا باشمهندس مكنتش اعرف انها مراتك …اصل هي مش لابسة دبلة…أنا آسف…اسف والله يا باشمهندس….
…….
عند ورد ..
مر عشر دقائق منذ أن خرج ياسين وهي تخاف أن يكون قد افتعل مشكلة كبيرة ….
تنهدت براحة اخيرا وهي تراه يقترب منها ابتسمت بسعادة له
خدي اهو البسي دبلتك.في ايديكي يا أختي مش كل شوية حد يجي يتقدملك عشان بيفتكرني اخوكي …كنتِ ناسياها في الحمام ….
قالها ياسين بضيق وهو يعطي طوق الزفاف لورد التي ضحكت وقالت بصدق :
-صدقني يا حبيبي بنسى ابنك.مجنني مش مخليني عندي مخ.افكر ..بس حاضر هلبسها…
-ياريت مش كل يوم هضرب واحد انا عشان خاطرك ..مبحبش العنف ..
ابتسم ورد بهيام واقتربت منه قائلة :
-بتغير عليا يا يويو ..
نظر ياسين إليها بضيق وقال:
-ما بلاش يويو دي يا ورد …حاسس ان قيمتي كمهندس بتقل.لما تقوليها …
ابتسمت بنعومة وقالت:
-خلاص يا حضرة المهندس احنا اسفين …مش هقولها تاني ..
امسك كفها وشد عليها قائلا:
-ممكن تقوليهالي في البيت معنديش اي مانع يا فراولة …
ضحكت هي برقة وهي تضع رأسها على كتفه وقالت:
-بحبك يا باشمهندس…
-وانا كمان بحبك يا مرات الباشمندس…وللاسف مش حافظ شعر دلوقتي عشان أقولهولك…
ابتسمت وقالت:
-كلمة بحبك منك تغنيني عن اي حاجة ….
-يبقى هقولها.لحد ما أموت …هفضل اقولك دايما اني محبيتش قبلك ولا هحب بعدك ♡
-وانا كمان محبيتش قبلك ولا بعدك ♡

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في قصر عائلة رشيد ….
كان يُقام اكبر زفافين شهده البلدة …زفاف عدي رشيد وشقيقته ليان رشيد ….
ليان التي تألقت بفستان أبيض بأكمام طويلة ذو تصميم بسيط ولكن أنيق وكانت ترقص مع زوجها موسى …موسى الذي تزوجته بعد عذاب …طيلة عام وهي تعذبه بشتى الطرق وهو يتحملها…فقط لانه يحبها الا انها قررت منذ اسبوعين أن هذا يكفي …وقد استسلمت لحبه يوم عقد قرانهما…نست كل شئ عندما رأت حبه الحقيقي …
كانت عينيها تتألقان بسعادة وهي تنظر إليه وهو يراقصها كما يراقص الأمير أميرته بينما هو عينيه تحصرانها بقوة …لا يصدق أنها بين ذراعيه اخيرا ولن يفرقهما سوى الموت !!
-انا فرحانة اووي يا موسى …فرحانة اووي …
قالتها ليان بسعادة ليبتسم موسى ويقول :
-ومن النهاردة هتبقي سعيدة دايما …ربنا يقدرني عشان اسعدك دايما …
تنهدت وهي تضع رأسها على كتفه وتغمض عينيها …تتذكر بسعادة رقصتهما الاولى سويا …يوما عانقته بتلك الطريقة …استمعت دقات قلبه التي تهتف بإسمه …..
….
من الناحية الأخيرة …
كان عدي يجذب جواهر بين ذراعيه وهو يرقص معها بينما هي تنظر إليه ولا تصدق كيف يمكن للسعادة أن تتمثل في شخص …كيف يمكن لشخص ان يقلب حياتها بتلك الطريقة …أن يعطيها السعادة التي لم تختبرها يوما …كيف للحب أن يكون جميلا بهذا الشكل …كيف لقلبها أن يصرخ بإسم واحد فقط …لقد كان عشقها لعدي نعمة…أنه العوض الذي انتظرته منذ زمن طويل …
……
جلسا الأزواج كلا منهما على مقعدهما الخاص …
ليان بجوار موسى وعدي بجوار جواهر …
أتت عبير وهي تحمل طفلتها الصغيرة التي اسميتها جواهر وعانقت شقيقتها …العام الذي مر كان شاهد على توطيد علاقتهما أكثر …كانت جواهر عائلتها …توأم روحها…صديقتها في المحن وبالمثل كانت عبير لها…لم يحتاجا ابدا لوالدهما وقررا الاكتفاء بنفسهما وعائلتهما وعملهما الجديد حيث أن جواهر نجحت في افتتاح مكتب محاماة وعبير أصبحت تعمل كمترجمة لأحد مواقع المشهورة على الانترنت …
-بيري هتوحشيني ..
قالتها جواهر وقد ترطبت عينيها بالدموع لتهز عبير رأسها وتضحك قائلة:
-يا بنتي أنتِ هتهاجري ..انتِ رايحة تقضي شهر العسل في المالديف …وهتقعدي اسبوعين بس يعني مش طول حياتك يعني …
-بس برضه هتوحشيني …
قالتها بتبرم لتقبل عبير رأسها وتقول:
-وأنتِ كمان هتوحشيني والله ..
……
عند ليان …
كانت تزفر بحنق وتقول:
-نسرين مجتش لحد دلوقتي …أنا هوريها لما تيجي …
ضحك موسى وأمسك كفها وقال:
-حبيبتي أنتِ عارفة أنها يا عيني مالك مطلع عينيها …فمعلش اعذريها و….
قاطع كلامه تغيير الموسيقى الهادئة للزفاف بموسيقى مألوفة …كانت الأغنية المفضلة لنسرين وليان …اتسعت عيني ليان ونهضت وهي ترى نسرين تتقدم بفستان ازرق جميل …تمسك مكبر الصوت وتغني اغنيتهما المفضلة لعمرو دياب .:
في لحظة عايزة اللي يعدل ميلك
ويسند يشيلك
ووسط زحمة حياته يجيلك
بيوصل في ثانية يسبق بخطوة
يحميك بقوة ملكش الا هو

في حد لما تخبط هيفتح يقابلك ويفرح
من قلبه عايز يشوفك بتنجح
يساعدك بفكرة معاك خطوة خطوة
دا ما سبكش مرة امبارح وبكرة

في حياتنا ناس هما الاساس

في حياتنا ناس هما الاساس
حقيقي شكرا من هنا لبكره

في حياتنا ناس هما الاساس
ثابتين معانا مهما ايه يجرى
في حياتنا ناس هما الاساس
حقيقي شكرا من هنا لبكره

دايما في ظهري دا صاحب عمري
ده كنز ده رزق دا طوق نجاة
بيرد غيبتي لو جابوا سيرتي
ومفيش حد بيفرق معاه
بتجيلي فكرة بطق فجأة
هي المكالمة فايقولي يلا

في حياتنا ناس هما الاساس
ثابتين معانا مهما ايه يجرى

حقيقي شكرا من هنا لبكره

انا في الدلع دايما سايقها
بقلقها ياما نشفت ريقها
طلعت عينها الله يعينها
ده مفيش كلام يوصف حنانها
اقتربت نسرين أكثر من ليان وقبلتها على وجنتيها وأكملا سويا :
-واقفة دايما جنب مني شجعتني صدقتني
سندتني موقعتش في يوم
دي اللي جنبي من البداية
خطوة خطوة كانت معايا
دي في سمايا ولا النجوم

في حياتنا ناس هما الاساس
ثابتين معانا مهما ايه يجرى
في حياتنا ناس هما الاساس
حقيقي شكرا من هنا لبكره
..
ثم عانقا.بعضهما وقالت ليان وقد تجمعت الدموع في عينيها :
-عارفة لو مكنتيش جيتي كنت هقتلك…
-وانا اقدر برضه …أنتِ اختي …
ثم ابتعدت عنها وقالت:
-اومال فين مالك حبيب أخته ؟!
أشارت نسرين إلى فؤاد الذي يحمل مالك وهو يداعبه…
أمسكت نسرين كف ليان مجددا وقالت:
-اتشجعي بقا وجيبي بنت عشان اجوزها لمالك ابني …
-هجيب بنت واسميها نسرين عشان تطلع جميلة زيك …
-مفيش اجمل منك يا ليان .
قالتها نسرين ثم عانقتها مجددا …
..
كانا عدي وجواهر يراقبان نسرين وليان وعلى شفتيهما ابتسامة سعيدة … فجأة قبل عدي وجنة جواهر وقال :
-بحبك بكل لغات العالم …
-وأنا كمان ..
قالتها وهي تسند رأسها على كتفه……
……
انتهى الزفاف وأخذ موسى زوجته ليان وهرب بها إلى منزله لينفرد بها اخيرا بعد تحكمات عدي التي لا تطاق….
.. ..
في منزل موسى ….
-ايه فيه ايه يا موسى بتجري ورايا ليه ؟!
صرخت بها ليان وهي تركض حول طاولة الطعام بينما موسى يركض خلفها…
-انا حابب افهم ده يا ليان ..أنتِ بتجري مني ليه …تعالى هنا!!
-لا مش جاية…انت نيتك مش سليمة …هتعمل فيا ايه ؟!
-ما طبيعي نيتي متكونش سليمة في ليلة دخلتنا…دي لو نيتي سليمة ابقى عبيط ..تعالى بس اقولك ده اخوكي شربني المرار في السنة دي …
-طب….طب…ممكن تهدى شوية …خلينا نتكلم ونتعرف شوية على بعض و….آه …
صرخت فجأة عندما نجح في امساكها وحملها بين ذراعيه وقال:
-خلاص وقعتي بين ايديا…
-موسى …موسى …اسمعني بس …
قالتها بخوف ولكنه قاطعها وهو يضع شفتيه على خاصتها ويقبلها بعاطفة تخصها وحدها … عاطفة قوية جعلتها تستلم لطوفان عشقه وتسلم له مقاليدها
………
عند عدي وجواهر….
كانا يقفا على الشرفة عدي يضم جواهر إليه بحب ويقول :
-النهاردة اسعد ايام حياتي …مكنتش اتوقع اني افرح بالشكل ده يا جواهر ..متخيلتش أن ست تخليني طاير من السعادة بالشكل ده …
ابتسم جواهر وقالت:
-غريبة قصتنا صح ؟!مكنتش اتوقع اني هحبك بالشكل ده …هحبك لدرجة أن العالم هيبقى من غيرك باهت وملوش قيمة يا عدي …
ابتعد قليلا وجعلها تستدير ثم عانق وجهها وهو يقول :
-بحبك يا مهلبية ♥️
-وانا كمان بحبك يا قلب المهلبية♥️
اقترب منها وقبلها بلطف سرعان ما تحول لشغف…عاطفته نحوها جعلتها تستلم كليا لطوفان قبلاته …اخيرا ابتعد عنها وهو يلهث …يضع جبينه على جبينها لثواني ويغمض عينيه… فجأة ابتعد وقام بحملها وهو يقول :
-قولتلك يا ملوخية هتيجي تحت المخرطة…
ضحكت هي برقة بينما يتجه بها إلى فراشهما الرحب لجعلها ملكه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
اليوم التالي .. …
في مطار القاهرة الدولي …
اقترب يوسف من صديقه منير الذي كان في استقباله ليصدمه الآخر ..
ايه بس اللي رجعك يا يوسف كنت ..
كان يقولها منير ليقاطعه يوسف وهو ينظر إليه بقوة ويقول :
-فيه ايه يا منير راجع لبلدي …
-ايوة بس نسرين …
قاطعه مرة آخرى وقال:
-وانا.مالي بنسرين ربنا يهنيها يارب ..أنا خلاص طلعتها من دماغي !!
-أنت متأكد …
-مية في المية…
قالها يوسف وهو يجر حقيبته خلفه
……
بعد اسبوع ..
في منزل أمير ….
-بابا رجع من الشغل …
قالها أمير بسعادة لتقترب عبير وهي تحمل طفلتها الصغيرة جواهر …
امسك أمير جواهر وقبلها بلطف ثم جذب زوجته وهو يقبلها عدة مرات على وجنتها ويقول :
-ليا عندكم خبر هايل..
-ايه هو ؟!
-قدرت اشتري ورشة جديدة وشغلي هيكبر اخيرا….
-هييه …
صرخت عبير بحماسة وهي تعانقه بحب وتقول:
-مبروك يا حبيبي فرحتلك اووي …
ضمها وأكمل :
-وكمان فيه حاجة هتفرحك اووي …
ابتعدت قليلا ليقول :
-هنعمل عمرة أنا وأنتِ وجواهر وتحية وجوزها وعيالها …
طفرت دموع السعادة من عينيها وقالت:
-بجد يا امير …بجد ..
-بجد …كان نفسك في ده صح ؟!
هزت رأسها وقالت:
-كان نفسي فيه من زمان يا أمير …شكرا يا حبيبي ..شكرا اووي ..أنا بحبك ..
-وانا كمان ..
ثم.قبلها برفق وهو يحمل ابنته شاعراً أن الحياة تضحك له …فبوجود عبير وابنته كل شئ بخير….
…..
-بس أنتِ اخر مرة كنتِ هتوقعينا أنا ومالك من الاسكوتر …أنا بقيت اخاف منك ..
قالها فؤاد وهو يضحك بينما يحمل ابنه متجها به إلى السيارة لكي يذهبا الى منزل والد نسرين …
زفرت نسرين بضيق وقالت:
-خلاص يا فؤاد ذلتني بأم الغلطة اللي عملتها …مبتعرفش تستر ابدا…
ضحك فؤاد وقال :
-بصراحة لا …
ثم أعطاها الطفل ليستقل هو السيارة جالسا أمام عجلة القيادة بينما تجلس بجواره وهي تحمل ابنها …
كانت تنظر إليه بغضب فضحك هو وقال:
-بتبقي عايزة تتاكلي وأنتِ زعلانة .
-متكلمنيش تاني انا مخاصماك…
امسك كفها وقبله وقال:
-حقك عليا يا ست الكل والله أنا بهزر معاكي وادي خدك أبوسه …
وبالفعل قبل وجنتها لتضربه هي على كتفه وتقول :
-ايه اللي أنت بتعمله ده …اطلع يا فؤاد الله يصلح حالك احنا في الشارع ..
-تؤ مش همشي الا لما تقولي بحبك …
ضحكت على سلوكه الطفولي وقالت:
-بحبك يا عمنا يالا امشي…
-وانا كمان بحبك يا نوتيلا ♡
قالها بحب ثم انطلق بسيارته بسرعة متوسطة من أجل سلامتهما وسلامة طفله…
وفي السيارة التي خلفهما كان يوسف جالس وهو يراقب ابتعاد العائلة السعيدة عنه …بينما دمعة ساخنة تهبط على عينيه…لماذا اتى؟!هل أتى ليقهر نفسه …فكر بغضب …
ثم أدار الراديو بسيارته وهو يستمع لأغنية أمير عيد وهو يغني معه ..
على باب السيما
تذكرتي قديمة
ومعايا حكاية
نفسى اغيرها
وانا مين يديني
فرصة تخليني
ادخل لو مرة
واعيشها بتفاصيلها
ايدي في ايديها
وعينيا عليها
سامع ضحكتها
واحنا بنتفرج
خلصت حكايتنا والدنيا خدتنا
لا انا عارف ابعد
ولا قادر اقرب
ايدي في ايديها وعينيا عليها
سامع ضحكتها واحنا بنتفرج
خلصت حكايتنا والدنيا خدتنا
لا انا عارف ابعد
ولا قادر اقرب
..أغلق الراديو وهو يشعر بالاختناق ومسح دموعه وهو يقول :
-خلصت حكايتنا يا نسرين …
ثم.انطلق بسيارته بعيدا..
…………
في منزل موسى…..
نظرت إلى أصناف الطعام الموضوعة على الطاولة بحب …صحيح انها طلبت معظمهم من المطعم إلا أنها صنعت بعض الأشياء البسيطة وزينت المنزل مستغلة خروج موسى ليتمم على شركة الأمن الصغيرة انشأها قبل الافتتاح…
ابتسمت بحب وهي تتذكر أنها عاشت أجمل أيام حياتها معه …لقد داوى جميع جروحها…نست كل شئ وهي بين ذراعيه …
فجأة خرجت من شرودها عندما فُتح الباب ودخل هو …
اندفعت هي بسعادة وضمته بقوة قائلة :
-وحشتني …
أبعدها عنه قليلا وهو ينظر إليها بإعجاب فقد كانت ترتدي قميصه الازرق .. تلاعب بأزرار القميص الذي ترتديه وقال:
-مش هتبطلي تلبسي هدومي …
فهزت رأسها ضاحكة وقالت:
-تؤ….هدومك هي هدومي…وعربيتك هي عربيتي وفلوسك هي فلوسي ..
-يا سلام …
-أيوة …
ضحك بقوة وهو يحملها ويقول:
-طب كنسلي العشا الحلو ده بقا انا عايز …
ولكنها قاطعته وهي تبعده وتنزل على قدميها وتقول :
-لا يا موسى أنا عايزة ارقص …بطل رخامة بقا وارقص معايا …
زفر بضيق وقال:
-طيب ماشي هنرقص …
قبلته على وجنته بسرعة وقالت:
-بحبك …
ثم اتجهت إلى هاتفها وادارت إحدى أغانيها المفضلة لعمرو دياب وأصبحت تغني معها
-والله ما كان على بالي يا هوى
والله ما كان على بالي يا هوى
والله ما كان على بالي يا هوى
والله ما كان على بالي يا هوى
قمرين، قمرين دول ولا عينيك
قلبي بيسألني عليك
أتاريني بافكر فيك
يا قلبي يانا من حبه يانا
يا شوق أمانة تملى الليالي غرام
آهين يا عمري يا كل عمري
سلمته أمري وعينيه قالت لي كلام
والله ما كان على بالي يا هوى
والله ما كان على بالي يا هوى
والله ما كان على بالي يا هوى
والله ما كان على بالي يا هوى
قمرين، قمرين دول ولا عينيك
قلبي بيسألني عليك
أتاريني بافكر فيك
طال إنشغالي وياك يا غالي
وأنا إيه جرالي خلاني أذوب في هواك
إش معنى إنت حبيتك إنت
إزاي وإمتى شغلت روحي معاك
ضمها إليه عندما انتهت الأغنية ثم حملها فجأة وقال:
-نكنسل العشا بقا …
صرخت وضحكت بمفاجأة وهو يتجه بها إلى غرفتهما فقال هو :
-مكانش يومك يا شابة …
لتضحك هي بشكل اقوي …ويبتسم هو …هو يعشقها حين تضحك …وحين تبكي وتغضب وتغار ..يحبها في كل أحوالها…عاقلة كانت أم مجنونة…حب غير مشروط ♡
……
في منزل ياسين …
-يا حبيبي حرام عليك أنا عايزة انام ما صدق القرد بتاعنا نام اخيرا …
كانت تقولها ورد بتوسل ثم أكملت :
-وكمان متنساش انك هتروح تزور الست عفاف في المصح بكرة و…
-طيب خلاص هسيبك تنامي بس بشرط هقولك شعر الاول وتنامي …
زفرت ورد بضيق ثم نهضت جالسة وقالت:
-اتفضل اشجيني
ابتسم ياسين وهو يمسك كفها ويقول :
سَأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ.. عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة وكوكباً بعد كوكبْ وقصيدةً بعد قصيدَة سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا.. سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري، ومراكبي الورقيَّهْ….
صفقت ورد وقالت :
-برافو يا باشمهندس ياسين …زي العسل والله تسمحلي أنام بقا …
قالتها وهي تستعد مجددا للنوم إلا أن ياسين صرخ بها وقال؛
-تصدقي انك معندكيش دم …أنتِ عارفة انا حفظت القصيدة دي في قد ايه عشان اقولها لك ؟!قعدت ساعتين …
ابتسمت ورد بحب وقالت:
-طيب قولي اعمل ايه عشان اكافأ زوجي العزيز …
-يعني مفيش ضرر من بوسة صغيرة كده للمسكين اللي بيفرحك ده وبيشيل عنك …
ضحكت ورد برقة ثم جذبته إليه وهي تقبله بلطف وعندما حاول أن يتمادى أبعدته وقالت :
-أنت قولت بوسة بس …بطل غلبة بقا ونام …
ضمها إليه وقال:
-طيب خلاص هننام …
وبالفعل أغمض عينيه وقال قبل أن يغرق بالنوم :
-بحبك يا فراولة ♡ ..
-وانا كمان ♡…
……….
في اليوم التالي ….
كان يقف أمام سيارته وهو ينتظرها لتخرج من مدرسة التمريض …اليوم كان أول اختبار لها وكانت متوترة …رغم أنها درست جيدا ولكن هذا لم يقلل من توترها …تمنى يحيى من داخل قلبه أن تكون قد اجادت في الاختبار وتفوقت …
انتبه عندما خرجت وهي تطرق برأسها …علت الخيبة وجهه ولكنه ابتسم بسرعة …لن يجعلها تستلم أبداً….سيدرس لها باقي المواد وستتفوق بالتأكيد …
اول ما وصلت عنده قال بلطف:
-مش مشكلة يا حبيبي تتعوض و….
ولكنه توقف وهو يسمع صوت ضحكاتها ..نظر إليها ليجدها مشعة بالسعادة فقالت:
-وضحكت عليك …ضحكت عليك ..أنا حليت كويس …
ضحك على أسلوبها الطفولي وأمسك اذنها وقال:
-انا هعرف اعاقبك كويس على اللي عملتيه في البيت …المهم دلوقتي يا هانم خلينا نروح نحتفل بيكي …أنا عازمك على ساندويتشات كبدة من على عربية أصيلة …
ثم فتح لها باب السيارة لتلج إليها وتقول:
-شكرا يا حبيبي ..
ثم اراحت رأسها على مقعد السيارة وهي تبتسم بسعادة ….لقد لون يحيى حياتها…
……..

قيل عن الحب الصادق.. هو أن تقدم لهم دعوة إلى الحياة حين يفقدون شهية الحياة.. وتقدم لهم دعوة للحلم حين يفقدون المعنى الجميل للحلم.. وتقدم لهم دعوة اللجوء إلى قلبك حين تغلق القلوب في وجوههم.. ثم لا تنتظر المقابل….وهذا هو حب عدي لها …حب صادق…فهي عندما فقدت الرغبة في الحياة …تمنت الموت بكل صدق …كان هو معها …يعيد رغبتها في الحياة …يجعلها ترى جمالها مجددا …يخبرها أنها لم تفقد كل شىء وأنه معها حتى النهاية …سيمسك كفها إلى آخر الطريق …استقبلها هو في قلبه عندما شعرت أن جميع الأبواب أغلقت في وجهها …كان لا ينتظر مقابل …فقط يحبها ويعطيها …صحيح في وقت ما اذوا بعضهما كثيرا ولكن الحب الذي بينهما كان اقوي من نيران الكراهية …اقوي من الرغبة في الانتقام …واقوى من سياط الكبرياء الاعمى ….الحب هو من انقذهما من الدمار…فها هي العابثة الكاذبة تخلصت من جميع صفاتها السيئة …وها هو الشيطان أصبح ملاكها بفعل العشق …وعلى جزر المالديف الرائعة ذاقت معه الغرام …شهقت فجأة وهي تعود للأرض عندما عانقها عدي من الخلف ..وقال :
-بتفكري في ايه يا ملاكي ..
-بفكر فيك …
قبلها على عنقها الناعم وقال:
-كويس مش عايزك تفكري في حاجة الأ فيا مفهوم …
-مفهوم يا باشا…
ثم استدارت وهي تنظر إليه …كتم أنفاسه وهو ينظر إليها بإنبهار وهذا كان يعجبها به …أنه ينبهر في كل مرة يراها …وكأنها كائن خرافي …وبالفعل في تلك اللحظة …لحظة معانقة مياة البحر اللامعة للشمس كانت هي تقف ..مرتدية فستانها الأبيض الطويل…تبدو كملاك هبط على الأرض ..ملاكه هو ..
مد كفه وقال:
-تسمحيلي بالرقصة دي ..
ابتسمت ووضعت كفها بكفه وقالت :
-هتغنيلي ؟!
هز رأسه وقال:
-أيوة …تحبي اغنيلك لمين …بس متتضايقيش عشان صوتي وحش ..
ضحكت وقالت:
-لا مش هتضايق …عادي متعودة وانا عايزاك تغني لأمير عيد ..
-اغنيله ايه ؟!
-ساموراي
-امرك يا مهلبية …
ثم جذبها إليه وهو يراقصها ويبدأ بالغناء :
-ساموراي رحّال وقالولي “محال”
دي الدنيا في حال وحبيبتي في حال
عندها جناحات أمسكها تطير
غاوية الترْحال وأنا نفسي طويل
جمالها رهيب، ولمّا تغيب
تسونامي، رعد وبرق وجو بيبقى غريب
بس أنا مش خايف، أنا ساموراي
بدل السيف، أنا بعزف ناي
راكب أوبر من طوكيو وجاي
ترفضني إزاي وأنا الساموراي!
ثم أمسك ذراعها وأخذ يدور بها ويكمل :
-وهفْضل ألف، ألف، ألف، وراكي ألف، ألف، ألف
والدنيا تاخدني تلف، تلف، تلف
لحد ما أشيب أو عقلي يخف
وهْفضل ألف، ألف، ألف، وراكي ألف، ألف، ألف
مهما الدنيا تاخدني هلف
أنا مجنون، مش عايز أخف
قربها منه مرة آخرى وهو يكمل :
-هفْضل رحّال معرفش محال
وراكي لو حتى في آخر الدنيا في وسط جبال
في الأصل محارب، بس بغني
ويمكن صوتي بيوصلك أسرع مني
والسكه تهون، ويكون ما يكون
لو مية فيضان، أنا هعرف عادي أجيلك عوم
بس أنا مش خايف، أنا ساموراي
بدل السيف، أنا بعزف ناي
راكب أوبر من طوكيو وجاي
ترفضني إزاي وأنا الساموراي
أخذ يدور بها مرة آخرى وهو يكرر بشغف:
وهفْضل ألف، ألف، ألف، وراكي ألف، ألف، ألف
والدنيا تاخدني تلف، تلف، تلف
لحد ما أشيب أو عقلي يخف
وهْفضل ألف، ألف، ألف، وراكي ألف، ألف، ألف
مهما الدنيا تاخدني هلف
أنا مجنون، مش عايز أخف…
ثم توقف وهو يضع جبينها على جبينها ويقول :
-أنا مجنون بيكي ♡
-وانا كمان ♡
ومع غروب الشمس كانت قبلتهما التى تشاركاها اروع ما يكون …
تمت

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط